بدأت البشائر تظهر في جدة التاريخية كما نوهت من قبل وافتتح بيت باديب في بداية رمضان الماضي على خط التماس بين حارتي الشام والمظلوم شرق بيت قابل.
أعيد ترميم البيت الذي كان ( خرابة ) وآيلا للسقوط ، أعيد ترميمه وعاد بطوابقه الخمسة وسطوحه و (حليقه) المحاط بسياج زجاجي تشاهد من خلاله جدة القديمة والحديثة من خلال منظر بانورامي، أعيد كما كان بنفس المواد وبتفاصيله وبشخصيته، وكما صرح الأخ أحمد باديب أن هذا البيت رمم ليكون مركزا لخدمة تراث جدة الثقافي والفني وكافة الأنشطة التي تتميز بها منطقة الحجاز .
سبق هذا الإنجاز افتتاح مقعد أيامنا الحلوة الذي كتبت عنه والآن أصبح مزارا سياحيا لدرجة أن عدد زواره وصل في ليالي رمضان من 800 ــ 1000 زائر من الجنسين، شيوخ، شباب، أطفال.
كما قلت من قبل إن المهتمين بإحياء التراث في جدة التاريخية ينتظرون افتتاح قاعة الجمجوم شمال مسجد المعمار التاريخي والذي رصد لها الأخ د. غازي جمجوم ميزانية ضخمة لتكون بازارا سياحيا يليق بجدة وتاريخها بعد أن جلب لها أمهر النجارين والمعلمين لتظهر كما كانت.
أرجو أن تدب الغيرة الحميدة في آل الجوخدار ، وآل عاشور ، آل الجمجوم ، آل قابل ، آل باعشن ، آل باناجة ، آل البترجي ، آل الشربتلي ، آل زينل ، آل لنجاوي ، كل هؤلاء وآخرون يملكون بيوتا من أحلى بيوت جدة في مواقع مميزة، المطلوب منهم ترميم بيوتهم لتصبح واجهة حضارية تراثية يستفاد منها ماديا بتأهيل بيوتهم لتكون ، مطاعم
(بوتيك هوتيل)، مكاتب تجارية بشكلها القديم الحديث لأن جدة التاريخية بالرغم من ترهلها تشكل منطقة جذب تجاري ملفت..
وقبل ذلك المطلوب من هؤلاء وغيرهم إثبات انتمائهم لمدينتهم جدة التي أعطتهم الكثير لأنهم بإخراج جدة التاريخية من غرفة الإنعاش سينعشون ذاكرتنا بذكريات حفرت في الوجدان صعب محوها من الذاكرة ويقدمون لجدة بعض ما قدمت لهم.
جدة ياسادة لن تصلح وتستعيد صحتها وبريقها إلا بأهلها.
sami@khumaiyes.com